موضوع: أنطيوخس الثالث وغزو فلسطين الأربعاء يناير 11, 2012 7:03 pm
مدخل إلى سفريّ المكابيين - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
أنطيوخس الثالث وغزو فلسطين
St-Takla.org Image: Antiochus III the Great, 223-187 BCE. Coins صورة في موقع الأنبا تكلا: عملات أنطيوخوس الكبير (أنطيوخس الثالث) - 223-187 قبل الميلاد
كان أنطيوخس الثالث يبلغ من العمر ثمانى عشر عاماً حين اعتلي عرش سورية، وذلك في سنة 223 ق.م. كما كان يعمل كحاكم لبابل تحت إرشاد أخيه سلوقس الثالث، وبعد إخماد إحدي الثورات في الأجزاء الشرقية من الإمبراطورية حاول أنطيوخس أن يغزو "جوف سورية" في صيف سنة 221 ق.م. فقد وصل في زحفه حتى حامية وادي مارسياس Marsyas في لبنان، غير أن "ثيؤدوتس" قائد القوات المصرية في سورية أجبره علي الانسحاب.
ثم قام بمحاولة أخري سنة 219 وكانت الحملة هذه المرة أكثر نجاحاً، فسقطت سلوقية التي في "بيرية" في يد أنطيوخس، وبذلك تحول ولاء ثيؤودتس المصري إلي أنطيوخس بدلاً من ولائه لبطليموس فيلوباتير، وأعطى مدن بتولمايس (عكا) وصور إلي أهل سورية، ولكن "نيقولاوس" أحد القادة المصريين منع أنطيوخس عند حامية "دورا" الواقعة جنوب
جبل الكرمل، فلما وصلت إليه أخبار وجود جيوش مصرية قوية في انتظاره عند بيلزيوم Palusium وافق أنطيوخس علي الهدنة، وأنسحب من ثمَ إلي سلوقية تاركاً الإقليم الذي استولي عليه لثيؤدوتس، وأعاد "سوسابيوس" تكوين جيشه لدخول معركة حاسمة.
وفي سنة 218 ق.م. قاد "نيقولاوس" الجيش المصري إلي لبنان لمواجهة السوريين، وذكر المؤرخ بوليبيوس Polybius
المواجهة قائلاً: "عندما أجبر ثيؤدتس الأعداء علي الارتداد إلي أسفل الجبل ليقابلهم من مكان أعلي، استدار الذين مع نيكولاس وفرَوا هاربيين وقتل ما يقرب من ألفين أثناء المعركة، وأسر كذلك عددً لا يقل عن ذلك، بينما أنسحب الباقون حتى صيدون Zidon.
وطارد أنطيوخس الجيش المُنهزم حتى شاطئ فينيقية تاركاً نيكولاس في صيدون، بينما استولي أنطيوخس علي صور وعكا، ثم توغل حتى أتى إلي Philoteria طبرية علي بحر الجليل، وعبر الأردن وأخذ مدن "عبر الأردن" القوية والتي تشمل: جادارا Gadara
وفيلادلفيا ورباث آمون Rabbat Ammon، ثم عاد في الشتاء إلي عكا.
في ربيع سنة 217 ق.م. واصل أنطيوخس غزاواته فاحتل فلسطين، وشاملة غزة، قبل أن يصل إلي رفح Raphia، ولعله إلي ذلك أشار دانيال النبي "وبنوه يتهيَجون فيجمعون جمهور جيوش عظيمة ويأتى آت ويغمر ويطمو ويرجع ويحارب حتى إلي حصنه، ويغتاظ ملك الجنوب ويخرج ويحاربه أي ملك الشمال ويقيم جمهوراً عظيماً فيسلم الجمهور في يده، فإذا رُفع الجمهور يرتفع قلبه ويطرح ربوات ولا يعثر" (دانيال 10: 11-12). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وتقابل الجيش المصري بقيادة بطليموس فيلوماتير شخصياً (221 -203 ق.م.) مع الجيش السوري وذلك جنوب "رفح" حيث مُنيت جيوش أنطيوخس بهزيمة منكرة، ويذكر بوليبيوس أن بطليموس بقي ثلاثة أشهر في سورية وفينيقية يعدَ العدة في المدن. ويذكر سفر المكابيين الثالث (وهو سفر غير قانونى) كيف زار بطليموس مدن سورية بعد انتصاره في رفح، وستعاد البطالمة السيطرة علي كل سورية وفينيقية فلسطين.
وكان لزاماً علي اليهود والحال هكذا، أن يرسلوا كبار قومهم ليقدَموا له التهنئة بانتصاراته، أما بطليموس فقد أصرَ علي الدخول إلي قدس الأقداس، ولكنه ارتدَ من أمام الموضع محتاراً مرعوباً (راجع 3مكا 1: 9-11، 24).