هل مكافئة البشر هي واحده للكل ام هناك درجات في الملكوت ؟ متي 20: 1-16
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 71تاريخ التسجيل : 25/11/2011
موضوع: هل مكافئة البشر هي واحده للكل ام هناك درجات في الملكوت ؟ متي 20: 1-16 الثلاثاء يناير 10, 2012 1:20 am
هل مكافئة البشر هي واحده للكل ام هناك درجات في الملكوت ؟ متي 20: 1-16
بحث مقدم من الدكتور هولى بايبل
الشبهة
في مثل صاحب الكرم الذي استأجر فعلة لكرمه ( متي 20: 1-14 ) أعطي دينار للكل, سواء الذين عملوا من أول النهار , أو الذين جاءوا في الساعة الحادية عشر. فهل أجر الكل سيتساوى في الملكوت ؟ وأليس هذا ظلما ؟.
الرد
الحقيقه هذا المثل ضربه السيد المسيح ليشرح به كلامه عن
انجيل متي 19
19: 30 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و اخرون اولين
وما يؤكد ذلك انه قال في اخر المثل
انجيل متي 20
20: 16 هكذا يكون الاخرون اولين و الاولون اخرين لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون
وهو بوجه عام عن شعب اسرائيل المقصود بانهم اصحاب الساعة الاولي الذين دعيوا اولا واصبحوا بسبب عنادهم اخرين والامم الذين دعيوا اخرا واصبحوا بسبب قبولهم وايمانهم اولين وايضا فيه اعلان واضح ان الامم الذين قبلوا المسيح اولا لا يفتخرون علي اليهود ولا اليهود الذين كانوا شعبا مختارا يفتخرون علي الامم فالكل نصيبه واحد اما الكلام عن المجازاه الفرديه فهذا امر اخر
فالمعني الذي فهمه المشكك غير دقيق فالفرصه لدخلول الملكوت متساوية للكل وهو مثل الفوز بالدينار في هذا المثل اما المكافئة في داخل الملكوت فهذا امر اخر وشرحه الكتاب المقدس
20: 1 فان ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه
ملكوت السموات شرحته سابقا في ملف
معني تعبير ملكوت السموات وملكوت الله
وباختصار ملكوت السموات وملكوت الله يبدأ في قلوبنا عندما نقبل المسيح ربا ومخلصا ونسير معه في طريق الجهاد بالايمان الحي بالاعمال حتي نصل الي الابدية
فهو يشبه ملكوت السموات اي الايمان بالمسيح وخلاصه برجل رب بيت وهو المسيح نفسه
وخرج الصباح هو في بدايات البشرية عندما اختار الرب ابراهيم ومن بعده اسحاق ومن بعده يعقوب والاسباط الاثنى عشر وسار معهم حتي حتي مجيئ المخلص الرب يسوع المسيح
وهؤلاء هم المشار اليه بفعله في كرمه اي امناء علي وصاياه واسفار كتابه هم كل البشر الذين يدعوهم الله للحياة معه وخدمته.
وكرمه اي كنيسته او جماعة المؤمنين والله يدعو الكل لكنيسته. وما أجمل أن نرى السيد يدعو الكل لكنيسته، طوال ساعات النهار، فهو يدعو الجميع ليخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (1تى 4:2).
خرج اي ان الله هو الذي يبادر بالحب. وهو الذي ياتي للبشر
20: 2 فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم و ارسلهم الى كرمه
والفعلة الاولين هم اليهود كما اشرت سابقا
واتفق معهم لو عملوا وصاياه سيرون وينالون خلاصه
واتفاقه هو عهد خلاص بصورة عامه
20: 3 ثم خرج نحو الساعة الثالثة و راى اخرين قياما في السوق بطالين
السوق هو العالم الذي انتشر فيه بعض اليهود وكانوا بلا وظيفه روحية مثل الذين هاجروا والسبي وغيره
والله يستمر في تفقد اليهود ودعوتهم وانقاذهم من الضيقات وايضا بعض الامم عن طريق اليهود
20: 4 فقال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فاعطيكم ما يحق لكم فمضوا
20: 5 و خرج ايضا نحو الساعة السادسة و التاسعة و فعل كذلك
واستمر معهم ومع اجيالهم
والبعض قسم المراحل الي الاتي لقد نزل إلينا في الصباح الباكر للبشريّة عندما بدأ التاريخ الإنساني بخليقته آدم، الذي أقامه ليعمل في الجنّة، وكان يأمل فيه أن يحمل على الدوام صورته ومثاله، يسيطر على حيوانات البرّيّة وطيور السماء وأسماك البحر (تك 1: 28)، لكنّ سرعان ما خرج هزيلاً يحني ظهره للعصيان، فقد سلطانه على أفكاره وأحاسيسه وعواطفه وكل جسده! ولم يتركه الرب هزيلاً مختفيًا وراء أوراق التين التي تجف فتفضحه، بل قدّم له الثوب الجلدي ليستر جسده، ويقدّمه له خلال الوعد بذبيحته المقدّسة لستر حياته الداخليّة.
ونحو الساعة الثالثة عندما بدأ تاريخ البشريّة من جديد، وذلك خلال فلك نوح ومعموديّته بالطوفان الإلهي، نزل الرب يطلب له فعَلَة يعملون في كرمه، مقيمًا ميثاقًا مع نوح ومع نسله من بعده (تك 9: .
ونحو الساعة السادسة، إذ بدأت البشريّة المؤمنة تاريخًا جديدًا خلال أب المؤمنين إبراهيم، نزل إليها الرب ليقطع عهدًا معها في شخص إبراهيم ليجعله أبًا لجمهور من الأمم (تك17 : 4-، ووضع له علامة العهد في جسد كل ذكر من نسله خلال الختان، فظهر فعَلَة جبابرة من الآباء مثل اسحق ويعقوب.
وفي نحو الساعة التاسعة أيضًا عندما تسلّمت البشريّة المؤمنة الناموس المكتوب بإصبع الله على جبل سيناء على يدي موسى، طلب الله فعَلَة له، هم أنبياء العهد القديم الذين يعملون لحساب ملكوته.
أخيرًا في وقت الساعة الحادية عشرة، أي الساعة الأخيرة (1 يو 1: 28)، في ملء الزمان نزل الرب متجسّدًا لكي يجمعنا نحن الذين كنّا بطّالين طول النهار، ضمّنا من الأمم التي لم تكن تعرف الله كل أيامها، كما من السوق لم يستأجرها أحد من قبل، ودخل بنا إلى كرْمه الإلهي لنعمل بروحه القدّوس لحساب ملكوته السماوي.
مع ملاحظة ايضا ان لو طبقنا الكلام عن الانسان فالرب يدعوا الانسان في كل مراحل عمره في الطفوله والشباب والرجوله حتي الشيخوخة
20: 6 ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج و وجد اخرين قياما بطالين فقال لهم لماذا وقفتم هنا كل النهار بطالين
الساعه الحادية عشر هي ساعة انتهاء النهار اليهودي وهو وقت مجيئ المسيح الاول وتتميم الخلاص وفتح باب الرجاء للامم فذهب يبحث عن الاخرين الامميين
وتعبير بطالين إشارة للأمم وقد صاروا بطالين كآلهتهم الباطلة وإشارة لكل من يسير وراء شهواته وخطاياه فهو بطال إستأجره الشيطان.
وأيضاً تشير الساعات هذه لأن الله يدعو الإنسان في كل مراحل عمره، وحسنا لو إستجاب حتى لو كان في الساعة الحادية عشرة، أماّ لو تكاسل فالثانية عشر تشير للموت فهى تأتى بحلول الظلام ونهاية اليوم أي نهاية العمر. إن الصوت الإلهى لهو موجه للبشرية كلها خلال كل الأيام وكل مراحل العمر. الصوت الإلهى لا يتوقف ما دام الوقت يُدعى اليوم (عب 13:3). ولكن إذا كان المثل يُفهم منه أن الله يقبل أصحاب الساعة الحادية عشرة، فهذا لا يعنى أن نؤجل توبتنا لسن الشيخوخة فمن يعلم متى تكون نهاية عمره، الساعة الحادية عشرة هي التي تسبق الموت مباشرة ولا تعنى سن الشيخوخة. وأيضاً لماذا نؤجل التوبة وفيها أفراح وتعزيات.
وبدأ يعطيهم بشارة الخلاص وتوضيح احقيتهم للخلاص فقالوا
20: 7 قالوا له لانه لم يستاجرنا احد قال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فتاخذوا ما يحق لكم
لم يستاجرنا احد اي ما كانوا ممتنعين عن العمل، بل لم يستأجرهم أحد فهم ليسوا معاندين ولا مقاومين لله بل لم تصلهم دعوة الله، أو لم يفهموها. هم كانوا راغبين في العمل وليسوا متكاسلين.
20: 8 فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة و اعطهم الاجرة مبتدئا من الاخرين الى الاولين
يبدأ من الاخرين وهم القديسين الذين دعاهم المسيح اخرا وحملوا البشاره لبقية العالم
20: 9 فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة و اخذوا دينارا دينارا
كنيسة الامم اخذوا الدينار وهو ميثاق التعاهد اي ميثاق الخلاص كما قلت سابقا لانه تعاقد علي دينار اي يخلص فكنيسة الامم نالوا نعمة الخلاص
والدينار يحمل صورة الملك او الامبراطور فمن يحمل صورة ملك الملوك ورب الارباب ينال الخلاص
20: 10 فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا
اي نالوا الخلاص ايضا لانهم رقدوا علي الرجاء واليهود ايضا الذين امنوا بالمسيح نالوا الخلاص بنفس المقدار
20: 11 و فيما هم ياخذون تذمروا على رب البيت
وهو ما يماثل تذمر اليهود علي قبول الامم للخلاصوتذمر الأخ الأكبر للإبن الضال. وهذا التذمر راجع للحسد، وكان حرياً بهم أن يفرحوا لخلاص الكثيرين ويفرحوا بلطف سيدهم ورحمته إذ أنعم على الآخرين بالملكوت، ولكن هذا الحسد دفع اليهود لرفض المسيح فصار الآخِرون أولون.
20: 12 قائلين هؤلاء الاخرون عملوا ساعة واحدة و قد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار و الحر
اليهود يطلقون علي كنيسة الامم الاخرون وهم منذ زمن الكنيسه الاولي والكثير منهم مصر علي نفس الفكر وحتي الان
اي احتملوا العهد القديم عهد الجهاد وعهد الامم كان عهد النعمه وحروب عدو الخير كانت اقل
وتعبير احتملنا ثقل النهار اي كانوا يعملونه بروح العبودية فلم يشعروا بأى تعزية، بل شعروا بثقل النهار وحره.
20: 13 فاجاب و قال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك اما اتفقت معي على دينار
يا صاحب"، وكأنه يتحدّث معه كصديق مع صديقه يتحاجج معه، وليس كرّبٍ يأمر عبده؛ ومن جانب آخر يتذمَّرون أنهم احتملوا ثقل النهار وحرّه مع أن أعمالهم باطلة إن قورنت بالمكافأة الأبديّة المعدّة لهم.
20: 14 فخذ الذي لك و اذهب فاني اريد ان اعطي هذا الاخير مثلك
فالديان الوازن للامور هو الرب وهو علم ان الذين انتظروا طول النهار وكانوا بطالين ليس عن رغبه ولكن كانوا يشتاقون للعمل وهذا تعب نفسي يوازي التعب الجسدي الذي عمله اليهود
بل اليهودي كان له رجاء لتعبه وكان يجب عليه ان لا يشعر بالوقت لاجل انتظاره المكافئة اما الذي كان في السوق بدون عمل الي قرب انتهاء النهار كان اكثر تالم لانه بلا رجاء وكان الوقت يمر عليه ثقيلا جدا
ولكن الانسان لا يستطيع ان يفهم هذه الامور لان مقايسه محدوده اما الرب فهو الكامل كلي العدل وكلي الرحمه فاحص القلوب والكلي
20: 15 او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي ام عينك شريرة لاني انا صالح
إشارة لحسدهم. ولاحظ أن تذمرهم معناه أنهم لم يجدوا لذة في العمل لحساب الله بل هم عملوا فقط لأجل الأجر. وكان هذا هو منطلق التفكير اليهودى والفريسى، ومن يتشبه بهم حتى الآن، أن هؤلاء يعملون ويخدمون الله ويطلبون الأجر المادى ويحسدون من يكافأه الله ويعطيه أكثر منهم، وهذا راجع لحب الذات. هؤلاء لا يرجع تذمرهم لحرمانهم من شىء وإنما يرجع للخير الذي ناله الغير. ولا يحسبون الام الغير التي كانت بطريقه اخري وليس التعب الجسدي فقط
20: 16 هكذا يكون الاخرون اولين و الاولون اخرين لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون
واخيرا يفسر المسيح المعني المقصود من المثال وهو ان اليهود يكونوا اخرين رغم انهم كانوا اولون لانهم رفضوا المسيح مؤقتا والامم اولون رغم انهم كانوا الاخيرين لانهم قبلوا المسيح
وكثيرون من الطرفين يسمعون البشاره وبعضهم يقبل والبعض يرفض ولكن حتي من الذين قبلوا قله تكمل الطريق والاخرين يرجعون ولا يكملون او يكملون بالجسد بعدما بدؤا بالروح
اذا المثل بكل ما فيه عن الدعوه الي الملكوت وقبول الملكوت اي ان الكل متساوي في فرصة دخول الملكوت
الدينار الذي قدّمه السيِّد المسيح للعاملين في كرمه - في رأي العلاّمة أوريجينوس - هو الخلاص[730]. فقد وهب لأصحاب الساعة الحادية عشرة نعمة الخلاص، الأمر الذي تمتّع به أيضًا السابقون.
ويرى القدّيس أغسطينوس أن الدينار الذي يوهب للفعَلَة إنّما هو الحياة الأبديّة، قائلاً: [في هذا الأجر نتساوى جميعًا، يكون الأول كالآخر، والآخر كالأول، لأن ذلك الدينار هو الحياة الأبديّة، وفي الحياة الأبديّة الكل متساوون. بالرغم من اِختلاف ما يبلغ إليه القدّيسون فيضيء البعض أكثر والآخر أقل، إلاّ أن عطيّة الحياة الأبديّة متساوية للجميع، فلا تكون طويلة لواحد وقصيرة لآخر هذه التي هي أبديّة للجميع بلا نهاية[731].]
ويرى القدّيس جيروم: "الدينار" يحمل صورة الملك، لذلك إذ تذمر الأوّلون وهم يتسلّمون المكافأة كان يوبّخهم، [إذ تتسلّمون المكافأة التي وعدت بها أي صورتي ومثالي، فماذا تطلبون بعد؟!] أخيرًا يمكننا القول أن المكافأة هي التمتّع بالسيِّد نفسه فينا!
لكن هل الذي ينال المكافأة أي الخلاص أو الامتثال بالسيِّد المسيح نفسه خلال التمتّع به داخلنا يتذمر؟ إن ما قاله السيِّد مجرّد مثال ليكشف جوانب معيّنة أو فكرة معيّنة. فما عناه السيِّد هو نزع أنانيّة اليهود الذي يظنّون أن الخلاص لهم وحدهم والمسيّا قادم لهم دون غيرهم، فلو أنهم علموا أن ما يتمتّعوا به لا يمكن أن ينالوا ما هو أكثر منه [10]، لما تذمروا على فتح باب الخلاص للأمم وتقديم المسيّا حياته للجميع. لكن في المساء لا يوجد حسد ولا غيرة بل هي "ملكوت الحب".
والمجد لله دائما
هل مكافئة البشر هي واحده للكل ام هناك درجات في الملكوت ؟ متي 20: 1-16